الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عاطف بن حسين يطلق صيحة فزع بشأن التخلّي عن الأعمال الدرامية الرمضانية، ويؤكّد: "مستعدّون للتطوّع من أجل عيون مؤسّسة التلفزة الوطنيّة"

نشر في  06 فيفري 2018  (15:43)

أعربَ الممثّل والمخرج التلفزي عاطف بن حسين، عن اِستنكاره البالغ إزاءَ قرار القائمين على إدارة مؤسسة التلفزة الوطنية بالتخلّي عن الإنتاجات الدراميّة خلال رمضان هذا العام، مؤكّداً أنّ التبريرات المُعلنة حول انعدام الموارد المالية الكافية لإنتاج المسلسلات غير مقنعة ولَا يمكن اِستِساغها، طبقاً لتصريحه.

وطالبَ عاطف بن حسين، في تصريحٍ لموقع الجمهورية اليوم الثلاثاء 06 فيفري 2018، المصالح المسؤولة والمعنية بٱتخاذ القرار الإداري صلب التلفزة بالعدول عن توجّهها المفاجئ والغريب والذي اعتبرهُ سابقة من نوعها في المشهد السمعي البصري العمومي، مشيرًا إلى أنّ ما وصل إليه الوضع من تردٍّ بالمؤسّسة هو نتيجة حتميّة للسياسة الإدارية المتبعة والتي تفتقر إلى مشروعٍ واضح ينبني على أسسٍ ورؤى إصلاحية للنهوض بواقع المؤسسة الضاربة في العراقة والتاريخ.

وأضاف المتحدّث، أنّ غياب أيّ إنتاج درامي عن شاشة العائلة التونسية في رمضان، يمثّل تعدّياً على حقّها المكفول سيّما وأنّ التلفزة الوطنية العمومية تعكس رغبات عامّة الشعب وتلبّي ذائقته وتطلّعاته، كما دعا الفاعلين في الحقل الفني والإعلامي إلى ضرورة التشبّث بمبدأ تكريس التعدديّة الإبداعية وفتح المجال لهم قصد المشاركة في إبداء مقترحاتهم ومقارباتهم لحلحلة الأزمة الراهنة وضمان تواصل الإنتاجيّة الدراميّة الهادفة دون انقطاع، وَفق بن حسين.

وتساءَل الفنّان بن حسين عن الغاية من استغناء إدارة مؤسّسة التلفزة الوطنية عن تقديم المنتوج الدرامي رغم حضورهِ الشحيح مرّةً في السنة، مبرزاً أنّ الإمكانات اللوجيستية والموارد البشرية التي يزخر بها المرفق العمومي قادرة على إنقاذ الموقف، فضلًا عن استعداد عدد من الممثلين والتقنيين وتعبيرهم صراحةً عن التطوّع والمساهمة في إعداد منتوج درامي للمُشاهد التونسي.

كما أظهر تبرّمهُ تجاه ما أسماه بـ انعدام الأسلوب الحضاري في التواصل والتفاعل الإداري للتلفزة أمام العروض الواردة عليها والمَطالب المشتملة على مشاريع إنتاجات دراميّة ذات جودة، مشيراً إلى المشاريع المذكورة قوبلت بلامبالاةٍ تامّة وتجاهلٍ غير مفهوم، على حدّ قوله.

وكشف عاطِف بن حسين، أنَّ زمرةً من أهل القطاع ممثلين ومخرجين ومبدعين أبدوا امتعاضهم الشديد من التوجه إلى التخلي عن فكرة إنتاج مسلسلات درامية على القناة الأُمّ، موضحاً أنّ حملة انطلقت لجمع الإمضاءَات الهدف منها التحسيس بضرورة انفتاح أصحاب القرار بمؤسسة التلفزة على محيطهم الخارجي وإرساء مقاربة تشاركية مع العاملين بالوسط الفني للقضاء على ممارسات ومظاهر التفرد بالرأي وإسقاط القرارات دون الرجوع بالاستشارة والنقاش مع المختصين في المجال.

كما قالَ مخاطبنا في ذات السياق، إنّه من المحتمل جدّا الالتجاء إلى خطوات تصعيدية تصل حدّ الإعتصام أمام مقرّ مؤسسة التلفزة التونسية حتى الإستجابة إلى المطالب الجوهرية المرفوعة، بحسْب إفادته.

هذا وتوجّه الممثل والمخرج عاطف بن حسين يوم الإثنين 05 فيفري الجاري، برسالة إلى رئيس الحكومة، ننقلها حرفيا كما خطّتها أنامل صائغها:

"الى السيد رئيس الحكومة سيدي الرئيس سبق و نبهنا مما يحدث في صلب مؤسسة التلفزة الوطنية من خور وكلنا أمل في الاصلاح، و بعد تعاقب ادارات فاسدة على هذا المرفق العمومي طلع علينا هذه السنة السيد الرئيس المدير العام بقرارات تجاوزت الفساد ليصل بنا حد التخريب و العبث و السريالية في قراره التار يخي بعدم انتاج مسلسل درامي لرمضان 2018.

وهذا يعد سابقة خطيرة جدا قد تعبث باحلام مئات المبدعين و تعصف بشركات انتاج تسعى الى الرقي بالذوق العام و بثقافة التونسي ،، سيدي إن قرار السيد الرئيس المدير العام قرار إعتباطي فيه تعسف على المبدعين و الممثلين و المخرجين و كل العاملين في القطاع الدرامي الذي نسعى جاهدين الى الرقي به ،، لكن دون جدوى لاننا نصدم كل مرة بادارة فاسدة لا تراعي قيمة مؤسسة التلفزة الوطنية و كل العاملين فيها و الذين يمثلون خيرة الكفاءات في البلاد ،، كيف يحكم علينا هذا السيد بان نتفرج في مسلسل واحد من انتاج الخواص ضاربا عرض الحائط الذوق العام و إرادة الإختلاف ، معللا ذلك بأن التلفزة ستنتج مسلسلا بعد رمضان مستوحى من الرواية المهمة "الدقلة في عراجينها " سيدي الرئيس ها انني أتحدى أكبر الكتاب في البلاد ان كانت هذه الرواية قابلة لان تكون مسلسلا ...

لقد وضعت التلفزة الوطنية بلاغا هذه السنة و ككل سنة فيه طلب سيناريوات و مشاريع و نحن تقدمنا بثلاث مشاريع الاول :

* سيناريو مسلسل من أجمل ما كتب في الدراما مستوحى من حياة السيدة المنوبية لكاتب هو من اهم الكتاب و المتحصل على عديد الجوائز العربية طبعا الا وهو بوكثير دومة,

* سيناريو مسلسل للكاتبين حافظ محفوظ و حاتم المرعوب و هو قصة اجتماعية جميلة جدا

* و في نفس الوقت سيناريو سيتكوم لحاتم بلحاج و هو من أروع ماكتب في فن الاضحاك و بفكرة طريفة جدا السؤال هنا سيدي ماذا وقع ؟ لقد رفضوا كل المسلسلات بتعلة "ما فماش فلوس" و هذا غير صحيح و موضوع يطول شرحه ، و قالوا لنا إن اللجنة ستدرس نصوص السيتكوم على ان تنتج أ ربعة سيتكومات و هذا ما حدث فعلا و وقع الاختيار على سيتكوم حاتم بلحاج طبعا و هذا ما أكده لنا أهم أعضاء اللجنة ،،، لكن يبدو أن السيد الرئيس المدير العام له أفكار جهنمية أخرى و بتعلة "ما فماش فلوس" مرة اخرى رأى أنه من الافضل الاكتفاء بانتاجات صغيرة و لا نعرف الى الان ماهي هذه الاعمال منذ 10 أكتوبر و نحن ننتظر رد التلفزة و لكن و ككل سنة و لا من مجيب اهانة لكل المبدعين ،،، ضاربين عرض الحائط كل القوانين التي تنظم الصفقات العمومية ...

سيدي الرئيس انا لا أتظلم من عدم الموافقة على المشاريع التي تقدمت بها شركتنا ،، لكنني أقف مبهورا أمام هذه العبقرية الفذة في احتقار المبدعين و تجويعهم بمعنى احالتهم على البطالة أي بقرار هذا السيد و من معه في الادارة الموقرة يحيلون أكثر من أربع مائة ممثل و تقني على البطالة هذه السنة و المشكل لن يكون حتما في امكانيات التلفزة لاننا عرضنا عليهم كل الصيغ الانتاجية المريحة لكنهم لا يطلعون على الملفات و لا يقرؤونها ،،

المشكل سيدي بل الخوف كل الخوف ان يكون قرار عدم انتاج مسلسل هذه السنة قرار وراءه عدم المس باموال الاشهار حتى يتمتع بها مسلسل يتيم سيدي الرئيس نرجو منكم التدخل الفوري و فتح تحقيق في الامر ،، هناك اناس مستعدة للتضحية من أجل هذه المؤسسة الوطنية التي نحبها و عرفت باعمالنا سابقا ...."

ماهر العوني